قال جابرُ بنُ عبدِ الله رضي الله عنهُما: كانَ رسُولُ الله صلّى الله عليه وسلّم يُعَلِّمُنا الاستخارَةَ في الأمورِ كُلِّها كَمَا يُعَلِّمُنا السُّورَةَ من القرآن، يقول: ”إذا هَمَّ أحَدُكُم بالأمر فليركع رَكْعَتينِ من غيرِ الفريضةِ ثُمَّ لْيَقُلْ: اللّهُمَّ إِنِّي أَسْتَخيرُكَ بِعِلْمِكَ، وَأسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ، وَأَسْألُكَ مِنْ فَضْلِكَ العَظيمِ، فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلا أَقْدِرُ، وَتَعْلَمُ وَلا أَعْلَمُ، وَأَنْتَ عَلاَّمُ الغُيوبِ، اللّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هذا الأمْرَ - وَيُسَمِّي حاجَتَهُ - خَيْرٌ لي في ديني وَمَعاشي وَعاقِبَةِ أَمْري – أو قالَ: عاجِلِهِ وآجِلِهِ - فَاقْدُرْهُ لي وَيَسِّرْهُ لي ثمَّ بارِكْ لي فيه، وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هذا الأمْرَ شَرٌّ لي في ديني وَمَعاشي وَعاقِبَةِ أَمْري – أو قالَ: عاجِلِهِ وآجِلِهِ – فَاصْرِفْهُ عنِّي وَاصْرِفْني عَنْهُ وَاقْدُرْ لي الخَيْرَ حَيْثُ كانَ ثُمَّ أَرْضِني بِه“([1]).
وما نَدِمَ مَنِ استخارَ الخَالِقَ، وشاوَرَ المَخْلُوقينَ المؤمنينَ وتَثَبَّتَ في أمرِهِ، فقد قالَ سبحانَهُ: {وَشاوِرْهُم في الأمْرِ فَإِذا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلى الله}([2]).