ان الحمد لله نحمده ونستعين به ونستغفره ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا من وسيئاتنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن الله لا إله إلا هو , هو من أرسل إبراهيم وموسى وعيسى ومحمد صلى الله عليهم جميعاً وهو منزل التوراة والإنجيل والقرآن خالق السماء والأرض وأشهد أن محمد رسول الله وخاتم النبيين وأشرف الخلق أجمعين هو من نزل عليه القرآن الذي تحدى به الثقلين الإنس والجن .. صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم .. وبعد
يخرج علينا المشككين من النصارى وغيرهم بمحاولات للطعن في رسول الله صلى الله عليه وسلم كسابقه من الأنبياء فموسى أتُهم بالكذب والسحر والمسيح نفسه أتهمه اليهود بأنه ابن زنا وأنه ساحر وغير ذلك من الاتهامات ونفس هذه الاتهامات حاولوا اتهام النبي صلى الله عليه وسلم فيسألون أسئلة رد عليهم القرآن قبل أهل الإسلام وهي كالآتي :
· هل كان رسول الإسلام أشرف الخلق ؟
· رسول الإسلام لا يستحق لقب أشرف الخلق .
· أذكر بعض مكارم الأخلاق في نبي الإسلام .
· هل ذُكر أن نبي الإسلام هو أشرف الخلق ؟
وغير ذلك من الاتهامات الباطلة التي يوجهها أعداء الحق للحق كسابقهم من اليهود وغيرهم ..
وفي هذا البحث الصغير سوف نتناول بعض الأخلاق التي دعى لها رسول الله وقبل أن يدعوا لها كان هو في أكمل صورة من أخلاق فلا بعد قول الله تعالى (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ) القلم4 , وما أمر به رسول الإسلام المسلم الواجب على العاقل إذا ما أراد التعرف على دين ما؛ النظر في أصوله بعيداً عن تصرفات أبنائه واتهامات أعدائه، فما من دين ولا فكر إلا ويوجد خطأ وجنوح في بعض المنتسبين إليه، من غير أن يجنح أحد إلى تعميم الأحكام، فالحكم على الهيئات فضلاً عن الأديان إنما يرجع فيه إلى الأصول، لا إلى السلوك الأرعن أو الخاطئ من بعض الأتباع، لذا كان من الواجب أن نفهم الإسلام كما هو، كما أنزله الله بعيداً عن الأحكام المسبقة المثقلة بأوهام الاستشراف وإفكه.
وإذا أردنا التعرف على الإسلام عن طريق أصوله؛ فإنا لن نجد مدخلاً أفضل من تدبر الحوار الذي جرى بين جبريل عليه السلام أمين الوحي من أهل السماء، والنبي محمد r أمين الوحي من أهل الأرض، حيث أتى جبريل النبي r فسأله عن مراتب الدين، ليُسمع الصحابة إجابته، فيفقهوا دينهم، قال جبريل: يا محمد أخبرني عن الإسلام؟ فقال رسول الله r: ((الإسلام: أن تشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله r، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلاً)). قال: صدقت. قال عمر: فعجبنا له يسأله ويصدقه!.
قال جبريل: فأخبرني عن الإيمان؟ فأجابه r : ((أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره)) قال: صدقت.
قال جبريل: فأخبرني عن الإحسان؟ فقال r: أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك)).( [1])
فهذه أصول الإسلام بإجمال، فأي شيء يعاب منها؟
ولقد أطلق الله هذا الاسم الشريف (الإسلام) على المؤمنين في كل حين، كما قال تعالى: ﴿ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِن قَبْلُ ﴾ (الحج: 78) ...اخوكم ابراهيم المخترع ابن شبراملس