رغم ان التغيير في الجبلاية مطلوب .. إلا أن ائتلاف جبهة المعارضة لمجلس إدارة اتحاد الكرة غير متفق إلا علي نقطتين فقط .. أولهما الخلاص من زاهر ومجلسه .. والثاني الاستفادة من تطبيق المادة "18" والتي تعني تفريغ مسابقة الدوري الممتاز من فرق الأندية التي تتبع نفس القطاع .. مثل أندية قطاع البترول وأندية الداخلية والجيش .. لإفساح المجال للأندية الشعبية التي تعيش أسوأ عهودها وتوشك ان تذهب إلي الظل مثل الاتحاد السكندري ليلحق الأوليمبي السكندري والمنصورة العاجز تماماً عن الصعود للممتاز ومثله نادي أسوان رغم شعبيته الكبيرة .. أو أندية نجد أنها لا تجد انصافاً من مجلس الجبلاية كي تفوز بإحدي البطولتين الموسميتين "الدوري والكأس" واللتين يحتكرهما الأهلي بما يشبه الاحتكار الكامل ومن هذه الأندية المحبطة الإسماعيلي الذي فاض به الكيل وانضم مؤخراً إلي ائتلاف المعارضة وحتي الزمالك الذي يشعر منذ سنوات بعقدة خاصة من اتحاد الكرة يري المسئولون فيه انها السبب في حرمانه من بطولة الدوري طوال السنوات الست الماضية .. هذه العقدة مجملهابسوء تفكيرهم ان مجلس إدارة الجبلاية لا يستطيع ان يرفع عينه فوق "حاجب" الأهلي وان الزمالك يجب ان يكون دائماً تحت قبضته بينما الأهلي فوق الرأس لذلك فقد قرر مجلس إدارة الزمالك ان ينضم أيضاً إلي ائتلاف المعارضة لعل وعسي يستطيع ان يسقط المجلس الحالي ليأتي مجلس آخر ذو "أصول" زملكاوية تعينه على الحصول على الدورى أو علي الأقل لا يسلم ذقنه للمارد الأحمر في كل صغيرة وكبيرة.
إذن هذا الائتلاف .. ولا نقول جبهة المعارضة هو ائتلاف لأصحاب مصالح مختلفة لم يجدوا من يحققها لهم في اتحاد الكرة فقرروا الانقلاب عليه وتنفيذ طلباتهم وحل مشاكلهم بطريقتهم الخاصة .. ولو كان في ذلك المزيد من الانهيار لمنظومة الكرة المصرية المختلة أصلاً.
أجد أن المرحلة الحالية والمقبلة تستوجب ان نهدأ قليلاً وألا يكون الهدف الرئيسي الانتقام من مجلس الإدارة الحالي برئاسة سمير زاهر .. لنتوه بعد ذلك في اختيار مجلس جديد يمسك الخيط من أوله وقد يوفق أو لا يوفق في تحقيق ما نسعي إليه جميعاً من إصلاح حقيقي لكرة القدم المصرية .. والأعقل والأفضل ان تتشكل من الجمعية العمومية غير العادية المقرر لها يوم 25 يونيه الجاري لجان اصلاحية في كل مشكلات اللعبة بداية من تطبيق المادة 18 إلي اصلاح التحكيم ودعم المنتخبات الوطنية وأجهزتها الفنية وحفظ حقوق الأندية في البث التليفزيوني واستقبال النظام الجديد للدوري المصري والذي سيكون دوري للمحترفين تحت مظلة الفيفا .. وأيضاً وقف ألاعيب وكلاء اللاعبين التي تسببت في رفع أسعارهم وإفلاس الأندية ومحو الأمية التدريبية للأغلبية من مدربي اللعبة في كل الأندية وكل المستويات.
المشاكل عديدة وعميقة .. وتحتاج إلي وقت ونوايا صادقة من الجميع لتحقيق الإصلاح .. أما ان تكون كل هذه "الهوجة" بسبب حرص نادي علي عدم الهبوط وآخر يسعي للصعود دون حق وثالث يشعر بعقدة الاضطهاد ورابع لا يستطيع مواجهة جماهيره بسبب تكرار هزائمه .. فتلك هي الخيبة الكبري التي لا تبشر بأي خير حتي لو أطاحوا بزاهر ومن معه.