ما أكتبه ليس دعاية لكاتب أو لكتاب،بل هو توضيح لبعض الحقائق قد أصيب فيها وقد يجانبنى الصواب وبعض الفضائيات اتخذت شعار "شاشة تأخذك للجنة" ولذلك مفهوم الوصول إلى الجنة له عدة تفسيرات منها الصواب ومنها الخطأ فمثلا لو أنك جالس فى حضرة صوفية فى المسجد الأحمدى بطنطا كل من فى تلك الحضرة لديهم يقين أنهم من أهل الخطوة ومن ثم فهم من أصحاب الجنة بلا منازع وقد يرد عليهم أحد أقطاب السلفية بأنهم فى النار لأن ما يفعلونه بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة فى النار وكأن الله لم يخلق الجنة إلا لأصحاب هذا الاتجاه،وأيضا تجد أصحاب القنوات الفضائية الدينية يقولون كلاما فى صورة حواديت ما قبل النوم بعيدين عن الواقع المعاش يتصورون أنهم بذلك قد أعفوا أنفسهم من المسئولية مما يحدث من انتهاكات لحرمات الله فى الدول التى احتلتها أمريكا وإسرائيل،وهم بذلك يدجلون علينا إلا القليل منهم الذى تأبى نفسه أن يكون ضمن ركب السلطان فيحاول أن يحشر فى كلماته بعض الحق مرة تلميحا وأخرى تصريحا لأنه لم يتعود على النفاق ولا على ترضية السلطان،لكن هناك أيضا من باع نفسه لله محاولا أن يكون ضمن ركب الأحرار..ركب العظماء من السابقين أمثال سعيد بن جبير والعز بن عبدالسلام فبقراءة متأنية لكتاب الثائر "مجدى أحمد حسين" الذى ظلمه الغريب وتآمر عليه بعض القريب بالطبع ليس قريب الدم واللحم بل تآمر عليه بعض قريب الفكر أو من كنا نظنهم كذلك تآمروا عليه وهو فى سجنه ليس لأنه ارتكب جرما يستوجب دخوله السجن،بل ارتكب "جرما" يستوجب أن يكون له "تمثالا" على مدخل معبر رفح لو كان للتماثيل مشروعية وهذا لا يهم فرجل مثل مجدى أحمد حسين تستوى معه الحياة فى حلوها ومرها كل الذى يهمه فى هذه الدنيا الفانية أن يلقى ربه وهو عليه راض،ولم يطمع الرجل فى أن يقابل السلطان أو يتزلف له كما يفعل الكثير ولم يطمع الرجل فى أن يتدنى ويتسول الكتابة فى صحيفة حكومية ليس لله فيها نصيب،ولم يحاول الرجل فى يوم ما أن يتلون من أجل أن يخرج على فضائية شهيرة ليكون منظرا أو أن يطلق عليه اسم الباحث فى كذا وكذا كل هذه الأمور وضعها مجدى حسين تحت قدمه،وقليل ما هم الذين يتخذون هذا المنهج..منهح الحق،وكأن الله أراد لمجدى حسين فى محنته هذا أن يكون مثالا لكثير من الصالحين السابقين الذين كانوا يؤلفون الكتب والمجلدات على "هباب" السراج وهذا الهباب يعرفه الفلاحون أو من كان يستخدم "اللمبة الجاز" وكان أول ما يشغل بال مجدى حسين فى سجنه ليس الحديث عنه فى الفضائيات أو فى الصحف أو هل تم له عمل مظاهرات أم لا،بل كل الذى كان يهم مجدى حسين هو توفير الورقة والقلم فقط لا غير وبعد مساجلات بين هيئة الدفاع والمسئولين تم له ما أراد وهذا مطلب يسير وكان نتيجة ذلك أنه قام بتأليف بعض الكتب ستثرى المكتبة الإسلامية وسيضيف إليها مفهوما مختلفا عن المفاهيم التى اشتهرت بين العامة والخاصة،وكان من ضمن مؤلفاته الرائعة كتابه الأخير الذى أنتجه وهو خلف الأسوار وما زال حتى كتابة هذا الموضوع يوجد مجدى حسين فى محبسه الذى دخله منذ 31/1/2009 ومدة الحكم عليه هى سنتين بتهمة دخوله غزة!!!!! وهذا الكتاب يحمل عنوان "كيف تدخل الجنة ؟" وبعد أن قرأت الكتاب نظرت إلى العنوان مرة أخرى فوجدتنى أسأل وهل الناس لا يعرفون كيف يدخلون الجنة وبالمشاهدة اليومية وبسماع الخطب الدينية المعادة والمكررة وجدت أننا جميعا نريد أن ندخل الجنة،لكن ربما معظمنا لم يعرف كيف! وهذا نتيجة تضليل بعض ما يطلق عليهم الناس علماء أنهم حصروا دخول الجنة فى بعض الفروض وأهملوا فروضا أخرى قد تكون الأهم ،لأنها ستكلفهم النيل من راحتهم وشهرتهم وملذاتهم الدنوية حتى وإن كانت مشروعة،وهذا ما حاول المؤلف البعد عنه قدر استطاعته وقد فسر المؤلف أن الهدف من الكتاب هو التذكرة لبعضنا البعض باعتبار أن التذكرة واجبة لمقاومة غيوم أحداث الحياة،الجديد فى هذا الكتاب أنه هو استهداف مواجهة تحديات العصر،ومواجهة وعاظ السلاطين الذين يتسترون على المستبدين،وهم يروجون للناس أن طاعة ولى الأمر هى الباب الملكى لدخول الجنة،وقد وضع المؤلف يده على الطريق الصحيح فى الإجابة على سؤال: "كيف تدخل الجنة؟" فى أربعة فصول تم فيها حصر كل الآيات التى تتحدث عن الجنة فى دراسة غير مسبوقة فى الفهم العملى من ناحية وفى زمان ومكان التأليف الذى قد يكون له التأثير الإيجابى على المؤلف من حيث صفاء الذهن بعيدا عن مشاكل الحياة اليومية وبخاصة السياسية منها وسيذهب مجدى حسين عاجلا أو آجلا،لكن ستظل بصمات هذا الرجل فى مواقفه ومؤلفاته باقية كما بقيت مؤلفات ومواقف والده الزعيم أحمد حسين أمّا أصحاب المؤامرات يكاد لا يذكرهم أحد وإذا ذكرهم فبكل نقيصة وليت المتآمرون يقرأون ما يكتبه مجدى حسين لعلهم يعودون إلى رشدهم ليس من أجل حزب العمل أو من أجل مجدى حسين بل من أجل أنفسهم حيث يصعب علينا أن نراهم فى هذا الوضع المشين والله أسأل أن نكون من أصحاب أهل الجنة وأن نعرف كيف ندخل الجنة.
العاشق الحيران