عندما يلتقي المنتخبان النيوزيلندي والبحريني غدا السبت في إياب الملحق الفاصل بالتصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا سيكون أمل المنتخب البحريني منصبا على تكرار ما فعله أمام المنتخب السعودي في الملحق الأسيوي بنفس التصفيات.
كما يأمل المنتخب البحريني أن يحالفه الحظ هذه المرة وألا يتعثر مثلما كان الحال في الملحق الفاصل بالتصفيات الأسيوية المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2006 بألمانيا والتي سقط فيها أمام منتخب ترينيداد وتوباجو.
وفي عام 2005 فشل المنتخب البحريني لكرة القدم في الوصول إلى نهائيات كأس العالم 2006 بألمانيا بعدما سقط في الخطوة الأخيرة على طريق التصفيات ولكن الفرصة تبدو سانحة الآن لتحقيق الحلم الذي طال انتظاره والوصول إلى نهائيات كأس العالم للمرة الأولى في تاريخه.
وأصبح المنتخب البحريني على بعد خطوة واحدة من التأهل إلى نهائيات كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا ولا يفصله عن تحقيق هذا الحلم سوى 90 دقيقة فقط يواجه فيها اختبارا صعبا أمام مضيفه النيوزيلندي بطل اتحاد أوقيانوسية في لقاء فاصل على بطاقة التأهل لكأس العالم.
ويلتقي الفريقان غدا السبت في ولنجتون بعدما تعادلا سلبيا في مباراة الذهاب بالعاصمة البحرينية المنامة.
ويحمل المنتخب البحريني على عاتقه آمال ملايين من العرب في كل أنحاء العالم ليكون الممثل الوحيد لعرب القارة الأسيوية في نهائيات كأس العالم بجنوب أفريقيا وليكون الممثل الخامس لآسيا في هذه البطولة بعد تأهل الكوريتين واليابان وأستراليا من خلال المرحلة النهائية للتصفيات الأسيوية.
ويعي المنتخب البحريني جيدا صعوبة المهمة التي تنتظره في المواجهة مع المنتخب النيوزيلندي لأنها ليست تجربة جديدة بالنسبة للفريق حيث سبق له أن التقى مع نظيره الترينيدادي في الدور الفاصل على بطاقة التأهل لكأس العالم 2006 بألمانيا.
ولكن المنتخب البحريني تعلم الدرس جيدا من المواجهة السابقة التي خسر فيها أمام نظيره الترينيدادي صفر/1 في المنامة بعدما تعادل معه سلبيا في ترينيداد وتوباجو.
وإذا نجح الفريق في التأهل للنهائيات ستكون البحرين أصغر الدول مساحة التي تتأهل لكأس العالم على مدار تاريخ البطولة.
ولكن آمال المنتخب البحريني ستصطدم غدا بطموحات المنتخب النيوزيلندي الذي يحلم أيضا بالوصول للنهائيات التي شارك فيها من قبل وذلك في عام 1982 بأسبانيا أي قبل 27 عاما.
وفي الوقت الذي خاض فيه المنتخب البحريني مشوارا طويلا في التصفيات الأسيوية للوصول إلى هذه المرحلة كان الطريق أقصر كثيرا بالنسبة للمنتخب النيوزيلندي في تصفيات اتحاد الأوقيانوسية حتى أن الفريق خاض آخر مبارياته في التصفيات قبل أكثر من عام.
ورغم ذلك ، يدرك المنتخب البحريني أن منافسه النيوزيلندي استعد جيدا لهذه المواجهة من خلال بعض المباريات الودية ومن خلال مشاركته في كأس العالم للقارات 2009 بجنوب أفريقيا.
وكانت مسيرة المنتخب البحريني في التصفيات صعبة بالفعل حيث أوقعته قرعة المرحلة قبل الأخيرة من التصفيات الأسيوية في مجموعة واحدة مع اليابان وعمان وتايلاند ولكن الفريق حل في المركز الثاني بالمجموعة وبرصيد 11 نقطة جمعها من الفوز في ثلاث مباريات والتعادل في مباراتين والهزيمة في مباراة واحدة.
وفي المرحلة النهائية من التصفيات ، وقع الفريق في مجموعة أخرى صعبة مع منتخبات أستراليا واليابان وقطر وأوزبكستان واحتل الفريق المركز الثالث خلف أستراليا واليابان برصيد عشر نقاط بعدما فاز في ثلاث مباريات وتعادل في واحدة وخسر أربع مباريات.
ووجد المنتخب البحريني نفسه في مواجهة أشد صعوبة مع شقيقه السعودي في الدور الفاصل بالتصفيات الأسيوية بعدما احتل الفريق السعودي المركز الثالث في المجموعة الأخرى.
وعاند الحظ المنتخب البحريني في مباراة الذهاب على ملعبه حيث انتهى اللقاء بالتعادل السلبي قبل أن يحول تخلفه في مباراة الإياب بالرياض إلى تعادل ثمين 2/2 حقق به الفوز في الدور الأسيوي الفاصل وصعد للدور الفاصل الآخر أمام نيوزيلندا.
ولذلك أمام يأمل المنتخب النيوزيلندي في تكرار ما فعله أمام المنتخب السعودي والخروج بنتيجة إيجابية من مباراة الغد سواء بالتعادل الإيجابي أو بالفوز.
أما منتخب نيوزيلندا فلم يجد صعوبة كبيرة في مسيرته نحو الدور الفاصل خاصة وأن انتقال أستراليا للمشاركة في التصفيات الأسيوية ترك له الساحة في أوقيانوسية حيث خاض الفريق التصفيات أمام ثلاثة منتخبات فقط هي كاليدونيا الجديدة وجزر فيجي وفاناتو واحتل المركز الأول في جدول التصفيات برصيد 15 نقطة من الفوز في خمس مباريات والهزيمة في مباراة واحدة.
وربما اكتسب المنتخب النيوزيلندي بعض الخبرة من مبارياته الثلاث التي خاضها في كأس القارات خلال حزيران/يونيو الماضي لكن خبرته لا ترقى بالتأكيد إلى خبرة منافسه البحريني الذي يشارك في التصفيات الأسيوية بشكل دائم ويلتقي مع مدارس كروية كبيرة مثل اليابان وأستراليا والسعودية وكوريا وإيران.
ورغم أن المشكلة الحقيقية التي يواجهها المنتخب البحريني هي فشله في هز الشباك خلال المباريات الحاسمة والعصيبة التي يخوضها على ملعبه لكنه ينجح في التغلب على هذه المشكلة خلال المباريات التي يخوضها خارج ملعبه ويسعى لتكرار ذلك في مباراة الغد.
ويعتمد المنتخب البحريني بشكل كبير على خبرة مديره الفني التشيكي ميلان ماتشالا الذي كانت له بصمات واضحة مع أكثر من منتخب ويسعى للوصول بالمنتخب البحريني إلى النهائيات للمرة الأولى في تاريخ الفريق.
كما يضم الفريق مجموعة من اللاعبين الذين أثبتوا كفاءتهم بشدة في السنوات القليلة الماضية وأصبحوا نجوما بارزين على الساحة الأسيوية والعربية ويأملون في فرض أسمائهم على الساحة العالمية من خلال الوصول للنهائيات.
والحقيقة أن عناصر عديدة من هذه المجموعة لعبت دورا كبيرا في تألق الفريق خلال بطولات كأس الخليج وكأس آسيا منذ بداية القرن الحالي.
ويتميز المنتخب البحريني بأنه مزيج من عناصر الشباب واللاعبين أصحاب الخبرة حيث يضم الفريق بين صفوفه لاعبين مثل جيسي جون وعبد الله بابا وفوزي عايش وعلاء حبيل وسلمان عيسى ومحمد سالمين وغيرهم.
وإلى جانب خبرة المدرب وحماس اللاعبين وخبرتهم ستكون الثقة والالتزام بالتعليمات وهدوء الأعصاب هي السلاح الذي يستطيع به المنتخب البحريني عبور عقبة نيوزيلندا.