شَجَرَةٌ تَشْهَدُ لرسول الله -صلى الله عليه وسلم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الَّذي فطر بقدرته الأنام ، وفضَّل بعضهم على بعضٍ في الأفهام ، وصلى الله على محمد ، وآله وصحبه البررة الكرام .
أما بعد ؛
فهذا بحث حول حديث من دلائل النَّبوَّة ، لنبيِّنا الكريم محمَّد بن عبد الله صلَّى الله عليه وسلم تسليمًا كثيرًا ، بعد أنْ سُئلت عنه ، فجمعت ما له تعلُّقٌ بذالكم الحديث ؛ لذا أحببتُ أن تكون الفائدة لإخواني عامةً ، ولنفسي خاصةً ، ولعلِّي أجدُ عندي إخواني فوائدَ له تعلُّقٌ بهذا الحديثِ ، فلا يبخل علينا من وجد فائدةً لها تعلق بحديث الباب ، وأسأل الله الكريم عونًا وتأييدًا ، وتوفيقًا وتسديدًا ، وعصمةً من الزلل ، وسلامةً من الخطل ، والصواب في القول والعمل ، ثُمَّ إليه - عزَّ وجلَّ - نتضرَّع ، في أن يجعلنا ممَّن تعلَّم العلم لوجهه ، وعُنيَ به في ذاته ؛ فإنه على ذلك وعلى كل شيء قدير( .
فأسوق الأسانيد والمتون كما جاءت في الكتب المسندة ؛ لاختلاف بعض الألفاظ عندهم ، وربما في الإسناد - أيضًا - عندهم ، والله الموفق.
قال الإمام الحافظ أبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي - رحمه الله تعالى - ( 255 هـ ) في « مسنده » ( رقم 16 ):
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَرِيفٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا أَبُو حَيَّانَ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ :
كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فِى سَفَرٍ فَأَقْبَلَ أَعْرَابِىٌّ ، فَلَمَّا دَنَا مِنْهُ قَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- :
« أَيْنَ تُرِيدُ؟ ».
قَالَ : إِلَى أَهْلِى.
قَالَ :« هَلْ لَكَ فِى خَيْرٍ؟ ».
قَالَ : وَمَا هُوَ؟
قَالَ :« تَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ ، وَأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ».
فَقَالَ : وَمَنْ يَشْهَدُ عَلَى مَا تَقُولُ ؟
قَالَ :« هَذِهِ السَّلَمَةُ([2])».
فَدَعَاهَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَهِىَ بِشَاطِئِ الْوَادِى ، فَأَقْبَلَتْ تُخُدُّ الأَرْضَ خَدًّا حَتَّى قَامَتْ بَيْنَ يَدَيْهِ ، فَاسْتَشْهَدَهَا ثَلاَثاً فَشَهِدَتْ ثَلاَثاً أَنَّهُ كَمَا قَالَ ، ثُمَّ رَجَعَتْ إِلَى مَنْبَتِهَا ، وَرَجَعَ الأَعْرَابِىُّ إِلَى قَوْمِهِ ، وَقَالَ :
إِنِ اتَّبَعُونِى أَتَيْتُكَ بِهِمْ ، وَإِلاَّ رَجَعْتُ فَكُنْتُ مَعَكَ.
قال محققه حسين أسد:
حديث صحيح (!؟) ، وقد استوفينا تخريجه في مسند الموصلي 10/34 برقم (5662)، وفي صحيح ابن حبان برقم (6505) ، وفي موارد الظمآن برقم (2110) . انتهى.
أقول: سيأتي الرد عليه - إن شاء الله تعالى - .
وأخرجه أبو يعلى الموصلي - رحمه الله تعالى - في «مسنده» (رقم1284-الزوائد) ، حيث قال - رحمه الله تعالى - :
حدثنا أبو هشام الرفاعي ، حدثنا ابن فضيل ، حدثنا أبو حيان التيمي ، عن عطاء بن أبي رباح ، عن ابن عمر قال :
كنت جالسًا عند النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فأتاه أعرابيٌّ فقال:
«هل لك في خير؟ تشهد أن لا إله إلاَّ الله وأن محمَّدًا رسول الله«.
قال: ومن يشهد لك؟
قال :
«هذه النخلة».
فدعاها وهي على شاطئ الوادي فجاءته تخُدُّ الأرض حتى قامت بين يديه .
قال:
«فاستشهدها» ، فشهدت ثلاث مرات، ثم رجعت إلى مكانها!
فقال الأعرابي : آتي قومي فإن تابعوني أتيتك بهم وإلاَّ رجعت إليك فأكون معك.
أقول : وهو في «المسند» المطبوع ج10/ص34/(رقم5662)، وأعجب من قول محققه (!؟) حسين أسد ، حيث قال:
إسناده حسن من أجل أبي هشام الرفاعي ، إن كان عطاء سمعه من ابن عمر... ونقل الشيخ حبيب الرحمن عن البوصيري قوله :
رواه أبو يعلى والبزار ، ومدار إسناده على علي بن زيد بن جدعان ، وهو ضعيف .
نقول - القائل حسين أسد - :
ليس في إسناد أبي يعلى علي بن زيد ...انتهى.
__________________