بسم الله الرحمن الرحيم
الأم هي الروح في كل مكان وزمان ، هي الشعاع الذي يمنحنا الأمن والأمان ، والعطف والحنان والأمل و الصبر وتحمينا من الخطر بدفاعها الدائم على مر الليالي والأيام ، كم عانت من أجلنا وتحملت صرخاتنا ونحن في المهد وكم تحملت لحل مشكلاتنا ونحن كبار ، هي التي علمتنا ووهبتنا كل شيء في حياتها دون أن تنتظر أي مقابل منا ، فالكل يتغير الناس والأفكار ، المفاهيم ، إلا الأم فالأم هي الأم على مر العصور .
والأم في الإسلام لها مكانة عظمى ويكفينا شرفا أن الله سبحانه وتعالى أمر ببرها بعد الأمر بعبادته مباشرة ، اليوم أصبح تكريمها مجرد ذكرى عابرة تنحصر في يوم نمنحها فيه هدية سنوية يتيمة ، فلننتبه إلى هذا الخطر الداهم الذي استشرى في مجتمعنا الإسلامي الذي إن استمر سيقضي على المكانة العظيمة التي منحها الإسلام للأم .
الأم في الإسلام
بعد أن كانت المرأة في الجاهلية مصدر عار على أهلها وعلى عشيرتها ، وكانت توأد وتقتل ، وتعامل كالخادمة في البيت لا قيمة لها سوى أنها فريسة لذئاب الغابة التي لا يسودها أي قانون ، حتى أشرق النور النبوي الجديد وانتشرت رسالة الإسلام فأضاءت آفاق الدنيا حيث سمت بالمرأة ورفعت من مكانتها ، فبدأت تجني المرأة ثمار هذا الدين بتعاليمه السمحة تكريما لدورها الطيب الدائم في تطوير المجتمع ، عظم الإسلام معنى الأمومة بأسمى معانيها و شرف الأم أيما تشريف فقد ذكرها الله ذو الجلال والإكرام في كثير من الآيات .
فأمر تعالى ..
* بإكرامها وطاعتها في غير معصية
* وحسن معاملتها
* والحفاظ على كينونتها
* وجعل لها مكانة قد تفوق درجة الجهاد
فقال تعالى :
ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير- لقمان: 14
كما قال تعالى:
{وقضى ربّك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً} [الإسراء:23
كما أن رسولنا الأعظم حرص حرصاً شديداً على بيان وإظهار مكانة الأم وعظيم فضلها ، فوصى بها في أحاديثه وأمرنا بطاعتها وحسن معاملتها .
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله: من أحق الناس بحسن صحابتي؟
فقال: أمك. قال: ثم من؟ قال: أمك. قال: ثم من؟ قال: أمك. قال: ثم من؟ قال: أبوك. متفق عليه وهذا قليل من كثير
أخوكم :ابراهيم المخترع ابن شبراملس
لا تنسونا من صالح دعائكم