لم أعرف مسابقة كروية لا في مصر أو خارجها علي سطح الكرة الأرضية تتعرض للاهانة والهزات مثل بطولة الدوري العام المصري.. في كل دول العالم تستمر المسابقة ولا تتوقف بسبب أي أحداث حتي أثناء الحروب التي تخوضها أي دولة فإن عشاق الكرة لا يحرمون من متابعة معشوقتهم كرة القدم.
إلا في مصر.. أي خناقة أو شغب في أي مباراة علي الفور تظهر علي السطح العبارة الشهيرة الغوا الدوري العام.. لم يحدث ذلك هذا الموسم فحسب.. فقد شهدت المسابقة قرارات بالغاء المباريات في السابق كثيرا بدأ ذلك مثلا في موسم 54/55 بعد مباراة الأهلي والترام وكان حكمها المرحوم حسين إمام الملقب وقتها بالامبراطور بعد أن انتهت المباراة بفوز الأهلي 3/2 إلا أن لجنة الدوري - المسابقات حاليا - قررت إعادة المباراة فانسحب الأهلي وقرر اتحاد الكرة الغاء المسابقة في هذا الموسم.
وكانت الثانية في موسم 71/72 بعد عودة المسابقة عقب نكسة 67 وبعد مباراة الأهلي والزمالك وكانت النتيجة 1/1 وقبل النهاية بخمس دقائق احتسب الديبة ضربة جزاء للزمالك ضد مروان كنفاني حارس الأهلي أحرز منها فاروق جعفر هدف الفوز وثارت الجماهير وتقرر الغاء المسابقة.
تلك كانت أحداثاً ألغت المسابقة في حين ان أحداث أخري أعيدت فيها مباريات بسبب الشغب أيضا.
حتي جاء هذا العام العصيب الذي شهد اندلاع ثورة 25 يناير والتي أطاحت بنظام الحكم في مصر بعد أن بدأت المسابقة في شهر أغسطس الماضي إلا أن المباريات توقفت خلال أيام الثورة بعد نهاية الدور الأول حتي شهر أبريل الماضي.
ومع ذلك فإنه مازال يلوح في الأفق الغاء المسابقة وتوقف المباريات مرة أخري.. رغم اصرار اتحاد الكرة وموافقة القوات المسلحة ورئاسة الوزراء علي استمرار اللعب تأكيدا علي عودة الاستقرار وعملا علي امتاع الجماهير.
بوادر كثيرة تردد فيها الغاء بطولة الدوري العام رغم ان المسابقة ذاتها بعيدة عن هذه الأمور وما يجري في الوسط هذه الأيام لا يبشر باستمرار المسابقة حتي نهايتها وهو ما تلاحظه من ترقب غريب لاتحاد الكرة وتخوف ربما يكون معقولا من تواصل المباريات حتي النهاية خاصة بعد أن اقتربت المنافسة واشتد وطيسها بين القطبين الأهلي والزمالك ودعاء اتحاد الكرة أن يهتز أحدهما حتي يفوز الآخر وتهدأ الأمور.. لذا تراه من اقامة لقائهما في موعده يوم 29 يونيه الحالي ويدرس جدية تأجيله إلي نهاية الموسم.