يحتفل العالم في 17 أكتوبر من كل عام بحدث : " اليوم العالمي للقضاء على الفقر " والذي اختارته الأمم المتحدة لزيادة الوعي بالحاجة إلى القضاء على الفقر و العوز في كل الدول، خصوصا الدول النامية - و هي حاجة أصبحت أولوية تنموية. ألتزم قادة العالم في قمة الألفية، أن يقللوا للنصف بحلول العام 2015 عدد من يعيشون في فقر مدقع - هؤلاء الذين لا يزيد دخلهم عن دولار واحد في اليوم.
ومنذ عام 1993 يتم الاحتفال سنوياً باليوم العالمي للقضاء على الفقر، حيث حددت الجمعية العامة (بموجب قرارها 47/196) أن يكون هذا اليوم أحد الأيام التي تحتفل بها الأمم المتحدة،
ويحتفل بالسابع عشر من تشرين الأول/أكتوبر بوصفه يوما لتذكر وتكريم الكفاح اليومي لمن يعيشون في فقر، ويمثل أيضا فرصة للاعتراف بجهود وكفاح من يعيشون في ظل الفقر، ويتيح لهم فرصة للتعبير عن شواغلهم، كما يوفر وسيلة للاعتراف بأن الفقراء هم في طليعة الجهود المبذولة لمحاربة الفقر. وكانت مشاركة الفقراء أنفسهم في بؤرة الاحتفالات باليوم الدولي منذ بدايته. ويعكس الاحتفال بـ 17 تشرين الأول/أكتوبر أيضا رغبة الناس الذين يعيشون في فقر باستخدام خبراتهم للإسهام في القضاء على الفقر.
ونحتفل هذا العام باليوم العالمي للقضاء على الفقر في ظل وجود أكثر من مليار شخص يعانون الجوع المزمن
مع أنني أستغرب من الاتفاق الذي التزم به قادة العالم بأن يقللوا نسبة الفقر في العالم إلى النصف بحلول العام 2015م ، أنا لا أقول لا يمكننا القيام بهذه الخطوة على العكس ... لكني حين أرى وجود مليار جائع في العالم لا يزيد دخلهم عن دولار واحد في اليوم بالإضافة إلى ما يمر به العالم اليوم من مشاكل وأزمات متعددة، أولها الأزمة الاقتصادية المالية وثانيها الحروب والنزاعات القبلية الأهلية والإقليمية إلى جانب الاحتباس الحراري والتغيرات المناخية والتي سببت خسائر في القطاع الزراعي في معظم دول العالم ولا ننسى الفيضانات الأخيرة في باكستان والتي خلقت مشكلة جديدة وإضافة رقماً جديداً إلى قائمة الفقراء في العالم ... بالإضافة إلى حرائق الغابات في عاصمة روسيا موسكو والتي تسببت في التهام مساحات من الحقول الزراعية وبسببها علقت روسيا تصديرها القمح إلى دول العالم ، في حين أن اغلب دول العالم الثالث تعتمد على استيراد المواد الغذائية الأساسية كالقمح والأرز والسكر من دول أخرى، وفي حال استمرار ذلك سوف يتسبب بارتفاع أسعارها وحدوث أزمة غذائية وحراك سلمي في هذه الدول .
وغيرها من المشاكل والعقبات التي تقف أمام خطوة أو اتفاق القضاء على الفقر ... فكيف يمكننا أن نساهم في القضاء على الفقر ونحن من يخلق مشاكل ونتسبب في إضافة أرقام جديدة إلى إحصائيات ونسبة الفقر ، والذي لو لاحظنا أثارها على الفرد والمجتمع والتنمية لوجدناه بداية لمشاكل النهب والسلب والقتل والانتحار وعرقلة عملية التنمية .
لهذا لا أدري حقاً ماذا أقول في مثل هذا اليوم .. لكن مازال لدي الأمل في أن أحصل على إجابة لهذا السؤال مع حلول اليوم العالمي للقضاء على الفقر العام القادم 2011م ، والذي ربما قد أكون أنا في ذلك اليوم أحد الأرقام المضافة إلى قائمة فقراء العالم ومن يعانون الجوع المزمن والذين لا يتراوح دخله اليومي عن دولار واحد فقط .
منقول.....