بسم الله الرحمن الرحيم
ويل لامة تلبس مما لا تنسج ، وتأكل مما لا تزرع، وتشرب مما لا تعصر.
لماذا العرب يأكلون مما لا يزرعون ويلبسون مما لا يصنعون ويتكلمون أكثر مما يفعلون ؟
أتحدث عن واقع ملموس معاش لا يمكن أن نتجاهله
أنا لا أنكر بأن العالم العربي يوجد فيه مبدعين وعلماء وناجحين ولكني أتحدث عن السواد الأعضم
أليس ما ذكر في السؤال واقعاً معاشاً !!!!!!!!!!!فلماذا نغالط أنفسنا ونتهرب عن الحقيقة
ولماذا العرب لا يحبون الابداع والابتكار؟
ولماذا العرب لا يحبون بعضهم بعضا؟ و لماذا هم في صراع دائم فيما بينهم؟
وماشان المزايدة في كره اسرائيل و العداء لها....و لكن الا تعتقدون ان ان كره العرب لبعضهم اكبر خدمة لاسرائيل و تنفيذ ما تتمناه في تفرقة العرب و تشتيت شملهم؟؟
طبعا عنما ارى الاطفال العرب و المسلمون يقتلون اغضب جدا ....حتى بان دموعي تنزل لوحدها.
لكن ما يمكن تفسير المشاكل و لصراعات و تبادل الاتهامات بين :
لبنان,سوريا,الاردن,مصر,فلسطين,السعودية,اليمن,الجزا ئر,الكويت,العراق,.....والخ
والشي المعروف
العرب منذ تاريخهم القديم معروفون بانهم شعب لا يحب ان يتراس عليه احد ولم تقم في التاريخ قبل الاسلام مملكة للعرب سوى مملكة كندة التي لم تعمر و بعد الاسلام ظهرت مملكة قوية بسبب الدين الاسلامي بقيت عربية حتى عصر هارون الرشيد ثم استولى الفرس اولا ثم الاتراك و المماليك على الحكم و ظلوا جاثمين و متسلطين حتى مجيء الدول الاوربية ومن ثم الاستقلال في منتصف القرن العشرين
اذا ماذا هم اليوم
وطبعا يجب علينا تعزيز الافتخار بكوننا عرب مسلمون فنحن من عرق واحد عريق له اثاره على مر العصور
ولابد تكون لنا نظره تفائليه بذلك
1_لا ينكر أحد أن الشعوب العربية فى عصرنا الحاضر متفرقة ومتنازعة فيما بينها ،
فهذا واقع ملموس لا يحتاج إلى برهان. ولكن هذا يُعد مرحلة فى تاريخالعرب شأنهم فى
ذلك شأن بقية الشعوب والأمم الأخرى. ولا يعنى ذلك أنهم سيظلون كذلك إلى الأبد.
2_هل نسيتم جميعاً الحروب الاهلية في الدول الاوربية وهل نسينا الحرب العالمية الاولي
والثانية وكما استطاعت الشعوب الأوروبية أن تتغلب على عوامل الفرقة والتنازع فيما بينها
والتى أدت إلى حربين عالميتين شهدهما القرن العشرون ـ فإن الشعوب الإسلامية سوف
تستطيع فى مستقبل الأيام أن تتغلب أيضًا على عوامل الفرقة فيما بينها ، والبحث عن
صيغة ملائمة للتعاون المثمر من أجل مصلحة المجتمعات االعربية كلها.
3_هناك محاولات مستمرة فى هذا الصدد وإن كانت بطيئة وذات تأثير محدود ومتواضع
ولكن هناك امل موجود وحلم قابل للتحقيق وسيتحقق ان شاء الله وانا كلي يقين بان هذا
اليوم سيأتي لا محال ولندع الايام تثبت هذا الكلام. هناك بعض المنظمات للوصول بنا إلى
مرحلة متقدمة من التعاون الأوثق ومنها علي سبيل المثال المنظمة العربية وايضا المنظمة
الاسلامية ومهما كانت الاسماء فكلها تدعو الي الوحدة والتعاون والتآلف والتكافل
4ـ فالإسلام فى مصادره الأصلية يدعو إلى الوحدة والتضامن ويحذر من الفرقة والتنازع
(واعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرقوا ) ، ويدعو إلى الشعور بآلام الآخرين والمشاركة فى
تخفيفها ، ويجعل الأمة كلها مثل الجسد الواحد ـ كما يقول النبى صلى الله عليه وسلم ـ
[ إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى ] ويعتبر الإسلام رابطة
العقيدة بمنزلة رابطة الأخوة: (إنما المؤمنون إخوة ) وحينما هاجر النبى صلى الله عليه
وسلم إلى المدينة آخى بين المهاجرين والأنصار ، فأصبحوا إخوة متحابين متضامنين فى
البأساء والضراء. وآيات القرآن وأحاديث النبى صلى الله عليه وسلم فى ذلك أكثر من أن تحصى.
5_من خلال تعليمي ودراستي في مجال الجغرافيا علمت بان هناك أسباب خارجية كثيرة
أدت إلى الانقسام والفرقة بين المسلمين فى العصر الحديث. وترجع هذه الأسباب فى قدر
كبير منها إلى الفترة التى هيمن فيها الاستعمار على بلاد العالم العربي. وعندما رحل ترك
مشكلات عديدة كان هو سببًا فيها مثل مشكلات الحدود ، وكانت القاعدة التى على أساسها
خطط لسياساته هى مبدأ: "( فَرِّق تَسُد )". ومن هنا عمل على إحياء العصبيات العرقية بين
شعوب البلاد المستعمَرة. وقام بنهب خيرات هذه البلاد ، وأدى ذلك إلى إفقارها وتخلفها
الحضارى الذى لا تزال آثاره باقية حتى اليوم. ولا تزال معظم شعوب العالم العربي تعانى من المشكلات التى خلفها الاستعمار.
6_ انشغل العرب بالمشكلات الكثيرة التى خلفها الاستعمار وغفلوا عن تعاليم الإسلام فى الوحدة والتضامن.
ولكن اين الامل ؟ هذا هو السؤال ... ومن وجهة نظري المحدودة جداً وانتم جميعاً اعلم مني
أن الشعوب العربية لا تزال تحن إلى وحدة جهودها ، وتضامنها فيما بينها ، وتجميع قواها
فى سبيل الخير لهذه الشعوب جميعها. ولا يزال العربي فى أى بلد عربي يشعر بآلام
العرب فىمناطق العالم المختلفة بوصفه جزءاً من الأمة العربية. وهذا من شأنه أن يعمل
على توفير أساس راسخ لمحاولات إعادة التضامن والوحدة بين أقطار العالم العربي ، بمعنى
توحيد الجهود والتكامل فيما بينها فى ميادين الثقافة والاقتصاد والسياسة والأمن ، وتبادل
الخبرات والمنافع ، وكل ما يعود على المسلمين بالخير ، مما يجعلهم أقدر على القيام بدور
فعّال فى ترسيخ قواعد السلام والأمن فى العالم كله ان شاء الله ......