قبل أيام قليلة من اللقاء المرتقب والتاريخي بين المنتخب المصري ونظيره الجزائري وبعد حملات التراشق والتلاسن بين بعض الإعلاميين في البلدين كان لابد أن نستضيف المسئول الأول عن الإعلام في البلد العربي الشقيق ليتحدث لنا عن النظرة الجزائرية الرسمية لمصر ومنتخبها وشعبها من الرجل صاحب الخبرة الكبيرة في هذا الشأن.
السيد عز الدين ميهوبي وزير الاتصال (الإعلام) الجزائري أكد في حواره السريع مع موقع Yallakora.com أنه يرفض تصرفات بعض "المهاويس" والمتعصبين تماماً مثلما يرفض تضخيم التفاهات التي نشرت في بعض من وسائل الإعلام وحاول البعض استغلالها لإشعال الفرقة والفتنة بين شعبين يشهد التاريخ والحاضر علي عمق علاقتهما معا وقوتها.
ورغم أنه أعطي الأفضلية لزملاء زيان للحفاظ علي صدارة المجموعة والتأهل لجنوب أفريقيا إلا أنه أكد أن اللقاء لن يكون سهلاً وأن نتيجته مفتوحة علي كل الاحتمالات.
الشاعر والروائي والإعلامي البالغ من العمر خمسون عاماً والذي تقلد هذا المنصب الرفيع في بلاده كسابقة نادراً ما تحدث في عالمنا العربي أشار إلي أن لقاء 14 نوفمبر هو لقاء كروي ولا يجب أن يزيد عن هذا الأمر مهما كان حجم التراهن خلاله وقال (من حق كل جمهور أن يشجع منتخب بلده ولا ينسي في الوقت ذاته أن منافس اليوم سيكون ممثل لكل العرب في المونديال الأفريقي الذي سيجد مساندة من كل الجماهير للظهور بالمظهر اللائق بكرة القدم العربية مع أكبر المنتخبات العالمية في الصيف القادم).
وهذا هو نص الحوار:
في البداية نرحب بك سيادة الوزير ونشكرك علي تلبية دعوتنا والتكرم بمنحنا جزء من وقتك لإجراء هذه المقابلة.
بارك الله فيك وأكيد أنا جد سعيد بالتواصل معكم.
سيدي/ ما رأيك في التراشق الدائر بين الإعلام المصري والجزائري الآن قبل لقاء الرابع عشر من نوفمبر بصفتك المسئول الأول عن الإعلام الجزائري؟
بكل صراحة لا أستثني أحد من المسئولية في تصعيد الأمور علي مستوي الشارع الرياضي في البلدين كانت الأمور هادئة تماماً. الجزائريون يساندون منتخب بلدهم والمصريون يفعلون نفس الشئ وهذا أمر طبيعي ومألوف، إلا أن تصرفات بعض الإعلاميين في البلدين ساهمت إلي حد كبير في إحداث بعض التوتر والسخونة.
في لقاء المنتخبين في نفس الظروف عام 1989 كان الإعلام الحكومي هو السائد في البلدين سواء المشاهد منه أو المقروء ولم تكن الأمور بهذا الشكل.
الآن ظهر الإعلام الخاص وحتى الإلكتروني والأخير يقدم معظمه مادة "مغشوشة" ويكتب أشياء غير معلومة المصدر وهناك عدد غير قليل ممكن يكتبون في الإعلام الاليكتروني لا يملكون مرجعية أو احترافية وبكل أسف الكثير من المتابعين في الجانبين يصدق ما يتم تناوله في هذا الصدد وهو الأمر الذي أوجد هذا الشحن المبالغ فيه الآن.
ماذا تقول سيادة الوزير لبعض الإعلاميين المعروفين في البلدين الذين استغلوا بعض هذه الكتابات والصور من أجل إشعال الأمور؟
الإعلامي المحترف والمحترم لا يكون بهذا المستوي. أتأسف جداً عندما أجد أن بعض الإعلاميين تناولوا اللقاء الأخوي بشكل مبالغ فيه وغير موفق بالمرة وأخذوا في التراشق أمام الملايين من الأنصار في الدولتين الشقيقتين ونسوا أو تناسوا أن المقابلة ستكون بين 22 لاعب علي أرض الميدان ولمدة 90 دقيقة ولن تؤثر علي العلاقة الراسخة بين 35 مليون جزائري و80 مليون مصري من قديم الأزل.
كما تكلمنا أن نصف الكوب الفارغ دعنا معالي الوزير نلقي الضوء علي النصف المملوء بمبادرات التقريب بين جماهير البلدين...
شخصياً أحترم و أدعم كل هذه المبادرات الإيجابية وأشد علي أيدي أصحابها من الجانبين. تحية واجبة لكل من يسعى إلي تلطيف الأجواء التي أراد البعض إشعالها دون سبب مفهوم وبلا أي تقدير للرسالة الإعلامية. أكرر نشجع وندعم ونحترم كل من قام بهذه الأمور وقال كلمة خير وأشكره جزيل الشكر.
حرق قميص المنتخب المصري والصورة التي أظهرت لاعبي مصر بوجوه بعض الممثلات رآه البعض تجاوز وخطأ كبير لا يفوقه إلا تناول بعض وسائل الإعلام المصرية له بصورة مبالغ فيها وكأنه تصرف جماعي. هل تتفق معي سيادة الوزير في هذا الأمر؟
أتفق معك تماماً، تصرف بعض الصبية أمر مردود عليه ولا يتعدى تصرف فردي لا يمكن أن يقاس عليه شعب كامل هو كلام "فارغ" وليس له قيمة تٌذكر ولن يؤثر علي عمق العلاقات التاريخية التي تربط مصر و الجزائر.
لابد أن يعلم هؤلاء أن بعض المواقع والمنتديات التي يستقي منها هذه المعلومات غير موثوق بها وربما لا ندري هوية من فعل هذه الأمور التي لا هدف لها إلا إشعال نار الفتنة بين الأشقاء.
لك أن تعلم أن التقارب التاريخي و صل إلي كون النشيد الوطني الجزائري نتاج مشترك كتبه جزائري ووضع نغماته مصري وهذا يدل علي التقارب والمودة والعلاقات الكبيرة بين البلدين والتي لن تتأثر بأي حال نتيجة بعض الأعمال الصبيانية من هذا الطرف أو ذاك.
معالي الوزير ما هي نصيحتك للإعلام الرياضي في البلدين قبل أيام قليلة من اللقاء؟
أقول للإعلاميين هنا هناك أتركوا المنتخبين للأداء داخل الميدان والتفرغ لتقديم عرض يليق بتاريخ البلدين العريقين في كرة القدم عربياً وأفريقياً واعلموا أن الأمر يتعلق بحصة مقدارها 90 دقيقة و مهما كانت نتيجتها لن تتأثر بها روابط ووشائج الإخوة والمودة بين الجزائر و مصر.
بعيداً عن منصبك السياسي و كجزائري تتمني صعود "الخضر" للمونديال بعد غيبة 24 عاماً ... كيف تري اللقاء؟
المقابلة تختلف عن كل المقابلات السابقة ولا تقبل القسمة علي اثنين. ورغم وجود أفضلية للمنتخب الوطني الجزائري الذي يملك أكثر من فرصة للحفاظ علي الصدارة وانتزاع بطاقة التأهل فأن اللقاء مفتوح علي كل الاحتمالات.
نعرف أن سيادتكم عملت كصحفي ورئيس تحرير لجريدة الشعب منذ عام 1992 ولك خبرة كبيرة في هذا المجال قبل تقلد منصبكم الحالي فهل يمكن أن تحدثنا عن اللقاء من وجهة نظر صحفي متمرس؟
أستطيع التحدث عن المنتخب الوطني الجزائري الذي يمتاز بوجود غالبية من العناصر الناشطة في الدوريات الأوروبية المعروفة وهذا يعطيهم أفضلية علي صعيد استيعاب وتنفيذ خطو الناخب الوطني السيد/ رابح سعدان وكذلك تقبل الضغط الجماهيري الكبير في ملعب القاهرة المعروف بحماس وحمية جماهيره.
هناك نقطة لابد أن تضعها العناصر الوطنية في الحسبان وهي الخبرة الكبيرة التي يتمتع بها المنتخب المصري وقدرته علي الأداء تحت هذه الظروف و الدليل عودته للمنافسة علي البطاقة من بعيد بعد تحقيق ثلاث انتصارات متتالية منها اثنتين خارج قواعده.
هل ستكون أحد الحاضرين لمساندة المنتخب الجزائري؟
يضحك الوزير ويقول " أتمني هذا. لدي العديد من الأصدقاء في مصر وأتمني أن أحضر لمشاهدة المقابلة وشرب فنجان من الشاي معهم.
رسالة لجماهير البلدين قبل اللقاء الذي يترقبه الجميع؟
أقول لجماهير البلدين عليكم بمناصرة عناصركم الوطنية دون تجاوز في حق الآخرين. هذا ليس أول لقاء بين المنتخبين ولن يكون الأخير وعلي الجميع أن يعلم أن الرابح اليوم قد يكون خاسراً غداً لأننا نلعب رياضة الأهم فيها الأخلاق والروح الرياضية.