بعد ثلاث سنوات من العيش في قرية عربية لفلسطينيي 48، أعلنت ناشطة السلام اليهودية، طالي فحيما، أنها اختارت الإسلام ديناً، وتركت اليهودية إلى الأبد، بحسب تقرير لصحيفة "الشرق الأوسط" الأربعاء 9-6-2010.
وفحيما هي يهودية من أصل مغربي، نشأت وسط عائلة يمينية متطرفة. ولكنها خلال إحدى زياراتها لمدينة جنين في الضفة الغربية، تعرفت إلى عدد من قادة حركة فتح وبدأت تتعاطف مع القضية الفلسطينية. وفي فترة عملية "السور الواقي"، التي أعادت فيها إسرائيل احتلال مدن الضفة الغربية وفرضت الحصار على الرئيس ياسر عرفات في مقر الرئاسة (المقاطعة في رام الله)، اعتصمت طالي فحيما في جنين وشكلت درعاً بشرية لقائد كتائب شهداء الأقصى الجناح العسكري لفتح، في المدينة، زكريا زبيدي.
على إثر ذلك، اتهمتها السلطات الإسرائيلية بالتخابر مع العدو في أثناء الحرب وحكمت عليها بالسجن ثلاث سنوات، أمضت منها سنتين، وأطلق سراحها عام 2007. وتسبب السجن لها في اغترابها عن المجتمع اليهودي، رغم تعاطف عائلتها ووقوف الكثير من نشطاء السلام اليهود معها. واعتذرت إليهم قائلة إن بقاءها بينهم سيكلفهم ثمناً باهظاً، حيث إن المجتمع اليهودي لن يرحم من له علاقة بها. واختارت فحيما، منذ ذلك الوقت السكن في قرية عرعرة بمنطقة المثلث الفلسطيني داخل الخط الأخضر.
وأعربت عن ارتياحها الشديد من الاستقبال الحار لها في القرية العربية، التي أحاطتها بالدفء ووفرت لها مسكناً وقوتاً ثم وفرت لها عملاً تعتاش منه فلا تحتاج عطفاً من أحد. وقد أقامت شبكة صداقات واسعة من النساء العربيات في القرية والقرى المحيطة وشجعت النساء على الخروج إلى العمل، وفعلت ذلك من خلال احترام التقاليد والعادات. وزادت هذه العيشة من قناعاتها الفكرية بظلم السياسة الإسرائيلية للفلسطينيين.
وعندما علمت أن زكريا زبيدة ترك السلاح والنشاط المسلح وانسجم في مشروع بناء مؤسسات الدولة الفلسطينية، وأعاد إحياء المسرح الذي أقامته ناشطة السلام اليهودية، آرنا خميس، في التسعينات وأغلقته سلطات الاحتلال، وأصبح مديراً لهذا المسرح مع نجل آرنا خميس، جوليانو مير - غضبت فحيما عليه وراحت تهاجمه في الصحف، داعية إلى مواصلة الكفاح المسلح حتى تتحرر فلسطين.
وخلال الفترة منذ تحررها من السجن، تعرفت فحيما إلى الشيخ يوسف الباز، إمام مسجد اللد، ومن خلاله تعرفت إلى الإسلام. وفي مطلع الأسبوع، توجهت إلى مدينة أم الفحم، لزيارة الشيخ رائد صلاح، وتهنئته على مشاركته في أسطول الحرية وإطلاق سراحه من السجن. وفاجأت الجميع بالقول إنها ترى في صلاح نموذجها الأعلى وإنها قررت إشهار إسلامها في حضرته