يضع الله تبارك وتعالى في سورة يوسف أصعب شيء ممكن أن يواجهه شاب في الدنيا ...
"وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ"
سيدنا يوسف شاب أعزب ....
قوي البنية ، مفتول العضل ومش كده وبس .. غريب ومش كده وبس عبد والعبد معروف عنه أنه يقبل منه ما لا يقبل ...من الأسياد ..
طب وهي؟؟؟ هي ذات منصب وجمال ولا تخشى من أحد فهي زوجة العزيز
"وَرَاوَدَتْهُ"
اياكم أن تعتقدوا أن زوجة العزيز دعته إلي المعصية مرة واحدة فرفض .. وَرَاوَدَتْهُ مشتقة من كلمة رويدا رويدا ..
" وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ "
يعني المعصية سهلة لانه في بيتها ، مش محتاجين نروح مسافات وندور علي مكان لانه في بيته أصلا وبيشتغل عندها ؟؟؟ شايف الفنتة قوية ازاي؟؟؟
"وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَاب" ... غلقت ليس بابا واحد وانما الأبواب .. أنت مدرك ؟؟؟ شايف الصور ..؟؟ شايف الإغراء والشهوة ومش كده وبس وقالت له "هيت لك" بمعنى تهيئة لك
وفجأة ..... تسمع صوت الآية في القرآن بمنتهى القوة تقول "معاذ الله"
"قال معاذ الله أنه ربي أحسن مثواي " .. ربي في الآية يقصد ببيها عزيز مصر ..أنه أكرم مثوى سيدنا يوسف
قال لها معاذ الله ... أن كنتي أنتي تقدري تخوني زوجك أن لا أقدر أن أخون الرجل الذي أكرم مثواي
يا من خنت زوجتك ... يا بنت ياللي صاحبتي من وراء أبوكي وأمك وخدعتيهم ، يا شاب يا اللي اتجوزت بنت من وراء أبوها وأمه وخدعتهم
"ليس البر أن تأتوا البيوت من ظهورها ولكن البر من اتقى وأتوا البيوت من أبوابها"
" وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا " أياكم أن تفهموا من الآيات أنه هم بها بالمعصية .. أبدأ والدليل علي كلامي أنها في أخر القصة قالت "ولقد روادته عن نفسه فاستعصم" وكذاك وصف الله تبارك وتعالى سيدنا يوسف في هذا الموقف على أنه من عباده المخلصين
" وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ " ما معنى لولا؟؟؟ مثال في اللغة عربية "وقعت لولا أن عمرو أخذ بيدي " يبقى أنت وقعت ولا لا؟؟ لم يقع بالطبع .. ثبت الله سيدنا يوسف ... افتكر الجنة .. وافتكر النار .. برهان ربه ممكن يحدث لاي واحد فينا
(( كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِين))وعلشان سيدنا يوسف من عباد الله المخلصين ربنا ثبته في الفنتة .... ممكن من النهاردة تتوبوا إلي الله واللي عمل أي معصية لو تذلل لله بإخلاص وبكي وخشع وذل بين يدي الله تغفر كل ذنوبه وتمحي ...
" وَاسْتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِنْ دُبُرٍ " يجري سيدنا يوسف على الباب وتجري وارئه امراة العزيز ... ما الذي وصل أمراه العزيز لهذه الدرجة من الانحطاط ؟؟؟
ولكن الخير هو الذي سبق إلي الباب بدليل أنها قدت قميصه من دبر
" قَالَتْ مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءًا إِلَّا أَنْ يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ "مزيد من الانهيار الأخلاقي .... اتهمت زوجة العزيز سيدنا يوسف أنه هو الذي أراد أن يقتنها !!! شايف كمية المحن الذي مر بها سيدنا يوسف؟؟؟
" قَالَ هِيَ رَاوَدَتْنِي عَنْ نَفْسِي وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا إِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الْكَاذِبِينَ وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِنَ الصَّادِقِينَ فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ "
وأتوا بشاهد ... ليشاهد بقول حق وهو أن القميص إذا كان قطع من الخلف فهو صادق وغير ذلك فهو كاذب
فما كان من العزيز الا أنه قال
" يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا وَاسْتَغْفِرِي لِذَنْبِكِ إِنَّكِ كُنْتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ " .... يعني آيه ؟؟؟ يعني يا يوسف لا تتكلم في هذا الموضوع كي لا نفضح وأنتي -علي امرأة العزيزة- استغفري لذنبك!!! بس كده أه بس كده
لم يطرد يوسف من البيت ؟؟؟ كلا لم يطرد يوسف من البيت .. ليه؟؟؟
علشان العزيز خايف على لقمة العيش ... خايف علي الوضع الاجتماعي ...........يــــــــــــــــــــــــــــــاه!!!!!
يا شباب ..أوعوا تبيعوا علشان لقمة العيش ؟؟
أوعوا تخسروا أنفسكم بسبب لقمة العيش والوضع الإجتماعي
" وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَنْ نَفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ "
يعني حتى بعد ما أخفى العزيز خبر ما حدث من زوجته مع سيدنا يوسف .. فضح وسط الناس لان الله لا يرضى دناءة الأخلاق
" فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً وَآتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ سِكِّينًا وَقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَذَا بَشَرًا إِنْ هَذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ "دعت السيدات إلي بيتها ، ودعت سيدنا يوسف إلي الخروج إليهم .. ولما رأوه قطعوا ايديهم ..من جمال سيدنا يوسف... وتحولت الفنتة من سيدة واحدة ترواد سيدنا يوسف عن نفسه إلي أن كل الطبقة الراقية ترواد سيدنا يوسف عن نفسه ...
فقال " قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ "
دعا يوسف الله تبارك وتعالي بدخول السجن ... ذل السجن ولا ذل المعصية ...
" فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ " ... صرف الله سبحانه وتعالى فتنة النساء عن سيدنا يوسف وتحولت فتنة النساء بسيدنا يوسف إلي إعجاب بهيبة يوسف
سبحان من بيده القلوب ..
ودخل سيدنا يوسف إلي السجن واستمر في السجن لمدة 9 سنوات ... ودارت الأيام إلي أن رأى الملك رؤيا وذهبوا لسيدنا يوسف يستفتوه في الرؤيا وبعد أن فسر سيدنا يوسف الرؤيا طلب الملك أن يأتوا له بسيدنا يوسف ولكن سيدنا يوسف قال لهم "قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللَّاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ"
رفض سيدنا يوسف أن يخرج إلي الملك وتصرف بحكمة وذكاء لكي يدفع الملك لمعرفة أمر النسوة التي قطعن أيديهن ...سيدنا يوسف دخل السجن في تهمة شرف ولن يخرج من السجن حتى تثبت برء أته حتى يخرج مرفوع الرأس ... سيدنا يوسف صاحب رسالة وصاحب دعوة ... عجيب سيدنا يوسف في ثباته وأخلاقه
وبالفعل أتي الملك بالنسوة التي قطعن أيديهن وسالهم فقالوا "قَالَ مَا خَطْبُكُنَّ إِذْ رَاوَدْتُنَّ يُوسُفَ عَنْ نَفْسِهِ قُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِنْ سُوءٍ قَالَتِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ الْآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَا رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ "
تابت أمراة العزيز ، وتاب السيدات جميعا ... توبوا يا بنات ويا شباب أنتوا كمان
خليكم رجالة .. يا ستات أفيقوا
يأمة محمد توبوا إلي الله