المتهم بالقتل
القاهرة - أ ش أقضت محكمة النقض الأربعاء بنقض حكم
الاعدام بحق المتهم محمود سيد عبدالحفيظ عيساوى ( 21 عاما - حداد ) لإدانته بقتل هبة العقاد
ابنة المطربة المغربية ليلى غفران وصديقتها نادين خالد جمال الدين فى شهر نوفمبر/تشرين الثاني عام 2008 بحي الندى بمدينة الشيخ زايد بمحافظة السادس من أكتوبر.
وقررت المحكمة إعادة محاكمة المتهم أمام دائرة أخرى من دوائر محكمة جنايات الجيزة، وجاء الحكم بإعادة المحاكمة، على النقيض من تقرير نيابة النقض، والتى يعد رأيها القانونى استشاريا غير ملزم للمحكمة وانتهى إلى رفض طعن عيساوى وتأييد حكم الإعدام الصادر بحقه, وذلك لعدم وجود أى مبررات أو مستجدات يقتضى معها الأمر إعادة محاكمة المتهم من جديد.
ومن المنتظر أن تحدد محكمة استئناف القاهرة خلال الأيام القادمة موعد ودائرة المحكمة التى ستباشر نظر القضية من جديد.
من جانبه، أكد أحمد جمعه محامى المتهم أنه كان واثقا من نقض محكمة النقض لحكم الإعدام فى ظل "أدلة البراءة القوية" التى تدعم موقف عيساوى, والثغرات العديدة التى تضمنتها حيثيات حكم إدانته, لافتا إلى أن حكم محكمة الجنايات تضمن فسادا فى الاستدلال وخطأ فى تطبيق القانون وتعسفا فى استخلاص الوقائع مما هو ثابت بالتحقيقات والتقارير الفنية وأقوال الشهود.
وقال جمعه إنه مقتنع تماما ببراءة موكله من ارتكاب الجريمة, وأن هناك من ألصق به التهمة لا يزال هاربا من العدالة.
وحضر والدا الضحيتين هبة ونادين الجلسة وجلسا بجوار بعضهما البعض يستمعان إلى مرافعة دفاع عيساوى أمام المحكمة, فيما تغيبت المطربة ليلى غفران عن حضور الجلسة.
وأوضح أحمد جمعه - فى مرافعته أمام المحكمة - أن اعترفات المتهم أمام النيابة بارتكاب الجريمة جاءت وليدة إكراه مادى ومعنوى, لافتا إلى وجود تضارب فى أقوال الشهود وبين ما تضمنته التقارير الفنية وتقرير الطب الشرعى, مطالبا بنقض الحكم وإعادة محاكمة عيساوى من جديد أمام دائرة مغايرة من دوائر محكمة جنايات الجيزة.
وكانت محكمة جنايات الجيزة سبق لها وأن قضت في يونيو/حزيران بإعدام عيساوي بعد أن ثبت لها ارتكابه جريمة مقتل الفتاتين مقترنة بجريمة سرقتهما فجر الخميس 27 نوفمبر 2008، حيث تم العثور على جثتي هبة العقاد ونادين خالد جمال الدين بفيلا الأخيرة بحي الندى بمنطقة الشيخ زايد بمدينة السادس من أكتوبر مذبوحتين ومصابتين بعدد كبير من الطعنات النافذة.
وسبق لأجهزة الأمن أن ألقت القبض على القاتل عيساوي بعد أقل من أسبوع تقريبا على الحادث، استمرت بعدها التحقيقات معه لأكثر من شهرين وافق بعدها النائب العام المستشار عبدالمجيد محمود على قرار المستشار حمادة الصاوي المحامى العام الأول لنيابات جنوب الجيزة فى أوائل شهر يناير الماضي بإحالة العيساوي للمحاكمة الجنائية.
وجاء أمر إحالة عيساوي في ضوء اعترافه التفصيلي أمام النيابة العامة بارتكاب الجريمة، وقيام النيابة بمعاينة تصويرية أوضح فيها عيساوي كيفية ارتكابه لجريمته، بعد أن اختبأ للضحيتين ثم دخل إلى الفيلا التي كانتا متواجدتين بداخلها بحي الندى، حيث قام بقتلهما وسرقة تليفوني محمول ومبلغ 400 جنيه.
وأوضحت تحقيقات النيابة العامة فى القضية أنه من بين الأدلة المادية على ارتكاب المتهم للجريمة, أن النيابة فى بدء مباشرتها للتحقيق مع المتهم تبين لها وجود دماء على ملابسه الداخلية الخاصة بالمتهم, فقامت بتحريزها وإرسالها إلى الطب الشرعى الذى أثبت وجود تلوثات دموية من الخلف تطابقت مع البصمة الوراثية للمتهم إثر لدغه ببرغوث, وهو ما أكد أن هذه الملابس خاصة به وأنه ارتداها أثناء ارتكابه للجريمة.
وكشف المعمل الجنائى أن عينة الدماء التى عثر عليها على السور الداخلى للحديقة المطلة على الفيلا مسرح الجريمة وعلى فرع الشجرة المجاورة للفيلا هى دماء المتهم وليس سواه.
وجاء من بين الأدلة على ارتكاب المتهم للجريمة أيضا أن والد نادين كان قد أبلغ النيابة بأن الهاتف المفقود الخاص بابنته ماركة نوكيا 1200 فضى اللون, وأن نادين كانت تستخدمه على خط اتصالات شركة زين السعودية, وأعطى النيابة الرقم المسلسل الخاص بالهاتف والذى تم من خلاله تتبع الهاتف حيث تم الكشف عن أن مستخدمه يدعى محمد ضرغام, وأنه استخدم الشريحة الخاصة برقمه من داخله, حيث تم القبض عليه واعترف بأنه أخذ الهاتف المحمول من عيساوى مساء يوم 27 نوفمبر 2008 وهو ذات يوم
ارتكاب الجريمة.