يحكى أن رجلا
موسرا كان إذا اشتهى طعاما أو شاهده في السوق يسأل عن ثمنه ثم يستخرج هذا الثمن من
ماله و يضعه في صندوق و يقول لنفسه : (كأنني أكلت) ، و مع مرور الوقت تجمع مال
كثير في هذا الصندوق ففتحه و بنى مسجدا و سماه باسم هذه العبارة الغريبة : (كأنني
أكلت) .
حكاية رمزية
بسيطة لنا أن نتساءل حقا : هل يمكن أن نطبقها في واقعنا ؟ و هل سألنا أنفسنا : كم
هي من الكماليات بل كماليات الكماليات التي يمكننا الاستغناء عنها ؟ فلا هي من
أساسيات الغذاء و لا الدواء و لا اللباس و إنما تعد من فروع الرفاهية و هي إلى باب
التبذير و الإسراف أقرب منها إلى باب الحاجة ، كما أنها تصنف فلسفيا كما صنف
المعري "لزوم ما لا يلزم" !
ليست كلماتي هذه
دعوة إلى التقشف و لا منحى نحو منهج البخل الممنطق و لا تكيفا مع واقع اقتصادي
متدن يبحث عن التبرير ، و لكنها نظرة إلى حديث الرسول صلى الله عليه و سلم (أيما
أهل عرصة باتوا و فيهم امرؤ جائع إلا برئت منهم ذمة الله)