مستعد لتحاكم نفسك؟

وقرا عن عظماء فلم تتحرك همته ، فهو حيوان يأكل
ويشرب وإذ كان أنسانا ينطق ويتكلم.

وأنتم إذ سمعتم القران هل تخشعون ولعبادة
الله تتوجهون وعن ارتكاب المعاصي تبتعدون وسب الذات اللاهية لا تنطقون ، والأفلام
الإباحية لا تتابعون ، والقنوات الهابطة لا تشاهدون وعلى المغنيات والراقصات
الرخيصات لا تنظرون ولمعاكسة الفتيات بالشوارع لا تذهبون وارتداء الثياب الكاشفة
العارية المبتذلة لا ترتدون.

أم أن جميع ما ذكر تفعلون ؟ وإذ ذكر الذنب فهل
تحزنون وبعبارات الندم تتكلمون وعلى ما فات تتألمون ولحظات الذنب تتمنون لو أنها
تتكلم لسماع وعد على أنها لن تتكرر فهل كفرتم عن ذنبكم وطلبتم السماح من ربكم في
سبيل تغير دربكم أم أن ضميركم قد مات وما فعلتم أصبح عندكم مجرد كلمات تصف تجربة
مررتم بها بهذه الحياة ؟

وإذ رأيتم العبرة فهل تعتبرون ما مر به غيركم تتعلمون ومن الكأس الذي شرب منه غيركم
الحذر تأخذون حتى ما به لا تتذوقون .

أم أنكم ذو بصر منير وبصيرة أطفئ
الجهل نورها وحرق عدم المبالاة ضوءها ولوث الغبار أشعتها وبما وقع به غيركم تقعون
ترون العبرة أمامكم ولا تأخذونها درسا؟

إذ سمعتم عن الكوارث فهل تتألمون؟
وعلى ما مر به غيركم تحزنون ولجوارهم تقفون لتخفيف عذابهم تسعون وبكلمات المواساة
تتكلمون أم أنكم تقولون وما شأننا بما أن الكارثة بعيده عنا وبديار غيرنا ؟ وإذ
جالستم مع العلماء فهل تتعلمون ؟

وإذ صاحبتم الحكماء فهل تفهمون
؟

أم أن عقلكم في سبات عميق فارغ لا يحتوي شيئا على العلم أنكم تذهبون إلى
المدرسة تحت شعار نريد أن نتعلم إلا أنكم عن تاريخكم لا تعرفون شيئا وسوى بلغتكم لا
تجدون التكلم ومن أقوال الحكماء لا تحفظون شيئا وأمامكم أهم الاختراعات والاكتشافات
وغير اسمها لا تعلمون وبتفاهات الحياة تعيشون وبدرب الجهل تسيرون ؟

وهل
قرأتم أو فكرتم ذات يوم أن تقتنوا كتاب لمعرفة تاريخ العظماء الأمجاد لاختيار قدوة
لكم من بينهم لتحديد هوية لذاتكم ببناء طموحاتكم ووضع أساسات لحياتكم أم أنكم
تقرءون ولا تفهمون ومن الأصل لا تريدون التعلم تأتون إلى الحياة وتذهبون وكأنكم

لم تأتون أصلا
إذ كنتم كذلك أعتذر منكم لأنكم إذ كنتم تحملون هذه الصفات بعد محاسبة الذات فإنكم
حيوانات تأكلون وتشربون وإذ كنتم بشر تنطقون وتتكلمون .