من يحرك الفتنه ويشعل النار من تحت الرماد سؤال يطاردنى كثيراً طوال الساعات الماضية، خاصة أن أحد لا يعلم الإجابة حتى المحللين والمختصين.. كيف يتحول حفل لتكريم بعض أسر شهداء الثورة المجيدة إلى مسرح للعنف وأعمال البلطجة؟ كيف تنتقل الأحداث سريعاً إلى المعتصمين أمام ماسبيرو، ومنها إلى ميدان التحرير ثم الاعتداء على وزارة الداخلية، الأمر الذى أسفر عن اشتباكات مفتعلة وتصعيد غير مقبول.
أصبح لازماً علينا أن نعرف من هم المصريين المحبين لبلدهم والساعيين للاستقرار ومن هم البلطجية الذين يرفضون هدوء الأوضاع وأن نلتقط أنفاسنا بعد أحداث درامية طوال أكثر من خمسة شهور ولماذا اختاروا هذا التوقيت للتصعيد غير المبرر.
هل سأل أحدكم نفسه ايها القراء لهذا المتندى الثقافى الجميل الذى يحمل اسم اعز القرى الى قرية شبرا ملس لماذا كلما هدأت الأوضاع فى أمر ما تعود الأمور أكثر اشتعالاً بفعل فاعل.. يا لها من أحداث معقدة وغير مفهومة للكثيرين خاصة الذين يرددون بأن التغيير سيكون له مساوئ تتلاشى تدريجياً فهل التغيير يدعو إلى الانفلات والبلطجة ومحاولة زعزعة الاستقرار بشكل دائم.. وهل كل من اعتدى أو رفع صوته أصبح من الثوار وبأي منطق تكون تلك الحسابات المعقدة التى تجعلنا لا نعرف حبيبنا من عدونا ومن الذى معنا ومن الذى ضدنا.
هناك من يعرقل عمل المجلس العسكرى وهناك من يرفض جهود الدكتور عصام شرف ووزارته الباسلة التى تتحمل الكثير من أجل تسيير الأعمال فى تلك الظروف الصعبة التى لا تعرف متى تنتهى أو حتى من أين تبدأ.
لذلك أطالب الشرفاء والمحبين لهذا البلد التفكير بهدوء وعدم الانسياق وراء ما يتردد سواء بين العامة البسطاء او من إعلاميين يركبون الموجة ويتاجرون بآلام الشعب واعلموا أن هناك أيادٍ خفية تحرك الفتنة وتحاول أن تشغلنا عن التغيير الصحيح والبناء الأشمل.. تارة أطفيح وتارة إمبابة واعتصام هنا وهناك وأعمال عنف ونهب وسرقة فى كل مكان.. كل هذه الأمور لم تكن من طبيعة المصريين والمؤكد ان هناك من يحرك البعض ويشعل نيران الفتنة مجدداً.
أرجو أن ننتبه حتى لا نندم جميعاً فلو شغلتنا أمورنا الشخصية عن الصالح العام ومستقبل أبنائنا سيضيع كل شىء ولن تنطفئ النار إلا إذا غيرنا من أنفسنا ورفضنا تجاوزات القلة التى لا تريد الأمن والاستقرار لبلدنا.
أتمنى ان تصل رسالتى إلى الجميع لأن الكلمة أمانة ومن الأمانة أن أنبهكم أعزائى اواخواتى ابناء بلدى قرية شبرا ملس لتلك المحاولات القذرة التى يقودها دخلاء وخونة لا يريدون لمصر خيراً.. رب أحفظ بلادى مصرو بلدى شبرا ملس وأحفظ المصريين الشرفاء واهلك الظالمين الذين لا يريدون لنا خيراً وسلاماً.
مع تحيات ---كمال ربيع توفيق البطاوى---دبى--الامارات العربيه المتحدة-- 2/7/2011