يُعتبر الماء النظيف من أهم أساسيات الحياة، وكذلك الحال بالنسبة لخدمات الصرف الصحي، فهذه أمور ضرورية للمحافظة على الصحة والكرامة الإنسانية، وهي حق كفلته لكم اتفاقية حقوق الطفل.
لكن...
أكثر من مليار إنسان لا يحصلون على مياه شرب نظيفة.
أكثر من 2,5 مليار شخص ليس لديهم طريقة نظيفة للتخلص من الفضلات (البول والبراز).
يُعتقد أن أكثر من ثلث أمراض العالم سببها عوامل بيئية، مثل الماء والهواء الملوثين.
إن الأطفال عرضة بشكل خاص للمرض، وذلك لأن أجسادهم غير مكتملة، لذا فإن مقاومتهم للمرض تكون قليلة. كما أنه بالنسبة لوزنهم، فإن الأطفال يتنفسون هواءً أكثر ويتناولون طعاماَ أكثر ويشربون ماءً أكثر من الراشدين، لذا فإنهم يتعرّضون لجرعات أكبر من الملوثات.ا يحصلون على مياه شرب نظيفة.
البيئة والتعليم والفقر
يمكن لتردّي الصحة المتعلّق بمشاكل المياه والصرف الصحي أن يعيق عملية التعليم ويمنعكم من تحقيق كامل إمكاناتكم، فعندما تمرضون، لا يمكنكم الذهاب إلى المدرسة والتعلّم بشكل جيد. ومن الأسباب التي تجعل الكثير من الأطفال – خاصة الفتيات – يتخلّفون عن المدرسة أنهم يُضطرون لبذل الكثير من الوقت والجهد في جمع الماء وإحضاره إلى البيت، بالإضافة إلى أن بعض المدارس لا تقدّم الماء النظيف أو المرافق الصحية الجيدة (كمراحيض منفصلة للفتيات والفتيان) مما يثني الأطفال عن الذهاب إلى المدرسة.
ويُعتبر الفقر هو الأساس في كل تلك المشاكل، فأفقر أهل العالم هم الذين لا يحصلون على ماء نظيف أو مرافق صحية، لذا فهم الأكثر عرضة للأمراض المرتبطة بالماء. والأمراض من شأنها أن تعيق الناس عن العمل، مما يجعل الأسر أكثر فقراً. كما أن من شأنها أن تعيق تعليم الأطفال، لذا تقلّ فرص تعلّمهم أموراً مفيدة مثل تلك المتعلقة بالماء والصرف الصحي، وفرص حصولهم على عمل. وبشكل عام، إن لم يكن السكان متعلّمين منتجين، يعني ذلك أن الدولة فقيرة، والدول الفقيرة دولة مريضة، وهكذا.
بارقة أمل
لكن هناك جانب مضيء، فالعمل في هذه المسائل يؤدي إلى نتائج جيد، خاصة وأن تحسين المرافق الصحية ومصادر الماء، بالإضافة إلى توفير المعلومات حول النظافة وكيفية الحد من الإصابة يحسّن صحة المجتمعات بشكل كبير.
وتعكس أهداف التنمية الألفية إلحاح هذه المسائل، فقد وعدت الحكومات بضمان عدم إضرار عملية التطوير بالبيئة، وألزمت نفسها – تحديداً – بتقليل عدد الناس الذين لا يحصلون على ماء ومرافق صحية جيدة إلى النصف بحلول عام 2015. لكن على الوتيرة الحالية، فإننا لن نحقق الهدف المتعلق بالمرافق الصحية، لكننا سنحقق الهدف المتعلق بالماء.
ومن الأمور الجيدة الأخرى أنه على الرغم من أن الأطفال عرضة بشكل خاص للأخطار المتعلقة بالمياه والصرف الصحي، إلاّ أنهم مصدر قوة كبير ضد هذه الأخطار. وقد خصصنا هذا الجزء من أصوات الشباب لمناقشة هذه المخاطر، والخطوات التي يمكن للشباب اتخاذها للحد من تلك المخاطر، والمسؤولية التي تتحملها المجتمعات المحلية والحكومات في العمل مع الشباب لحماية تلك الحقوق الجوهرية.
امضـــــــــــــــــــــــــــــــاء
العاشق الحيــــــــــــــــــــــران